دائم كانت الحقيقة وحيدة , قتلت وطمست في التراب , عليك أنت أن تبحث عنها مهما تعمقت وتذكر أن البحث عن الحقيقة أفضل من إمتلاكها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيديـــو . الصفحة الرئيسية . اتصل بنا . مدونة قصص

الأحد، 17 أبريل 2011

هدى الله سبيلنا إلى الجنة "جزء 5"

خارج الجنة جابه الإنسان مشقات وآلاما كثيرة , وبرزت الخطيئة أكثر أيضا في شكل جريمة وشر , فبالرغم من تحذير الله , قتل بكر آدم , قايين (قابيل) أخاه هابييل - تكوين : 3-8 .

مرت السنون وازداد الشر بين الناس , لكن الله ما كان ليدع الشر والأشرار يستمرون إلى ما لا نهاية , فأرسل نبيه أخنوخ (إدريس) الذي تنبأ بأن الله سيصنع ((دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجارهم)) - يهوذا : 14,15 وسار أخنوخ مع الله وأطاعه بخلاف الناس الأشرار الذين حوله - تكوين : 22 .

وبعد سبعين سنة من موت أخنوخ ولد نوح - تكوين : 21 -29 , وآنذاك كان الناس قد ابتعدوا أكثر عن الله , وامتلأت الأرض عنفا وأفسد كل بشر طريقه , ولم يعد كثيرون يعبدون الله , أما نوح فكان مختلفا - تكوين : 5, 12 .

((كان نوح رجلا بارا .... وسار نوح مع الله)) - تكوين : 9 , فماذا عنى أن نوحا سار مع الله ؟ عنى أن نوحا كان يتمتع بعلاقات حميمة به , فلم يكن نوح يهاب عنف الأشرار بل وثق بعون الله , ولأنه اتبع هدى الله كان مطمئنا , وبواسطة نوح حذر الله الناس من الطوفان العالمي الوشيك , فعدل الله كان يقتضي أن يعاقب الأشرار , ولكن الله لا يهلك الصالح مع الشرير , بل يهدي الصالحين إلى طريق النجاة , لذلك تحت توجيه الله شيد نوح فلكا - الوسيلة الوحيدة للنجاة من الطوفان - - تكوين : 13, 14 ؛ بطرس : 5 .

أظهرت تلك الحادثة أن الله لا يتحمل الشر إلى الأبد , وأنه لا يسمح أبدا للأشرار بمضايقة الأبرار إلى ما لا نهاية , وأنه هو الذي يحدد طريقة النجاة . لقد آمن نوح وأعلن رسالة الله بجراءة , لذلك حفظه الله مع عائلته من الطوفان - عبرانيين : 7 , ومع أن نوحا اتخذ موقفا بارا فقد مات عن عمر 950 سنة - مثل سائر البشر , فكمتحدر من آدم ورث الحكم بالموت - - تكوين : 29 .

بعد الطوفان بسنين عديدة ولد إبراهيم في بلاد ما بين النهرين , وكان بين قوم يعبدون الأصنام والقمر والكواكب , وحتى أبو إبراهيم نفسه كان عبد آلهة وثنية - يشوع : 2 , أما إبراهيم فآمن بالله وكان مستعدا لإطاعته - تكوين : 1, 4 , 5 .

كان إبراهيم عبدا بارا لله , وكما يطيع العبد سيده دون أن يعترض , أطاع إبراهيم الله , لكن الله شاء أن يكون إبراهيم أكثر من مجرد عبد , فاتخذ الله إبراهيم (خليلا) - إشعياء : 8 , ((واتخذ الله إبراهيم خليلا)) - سورة النساء : 125 , فصار يدعى إبراهيم ((خليل الله)) - يعقوب : 23 , ولكن ماذا كان معنى هذه الصداقة ؟ عادة لا يكشف السيد خفاياه ومكنوناته لعبده , أما الصديق فيخبر صديقه بأفكاره وآرائه بصراحة ويبوح له بأسراره , بهذه الطريقة اتخذ الله ابراهيم (خليلا) .

تجلت هذه الصداقة أكثر عندما أراد الله أن يدمر مدينتي سدوم وعمورة الشريرتين , آنذاك كان ابن أخي ابراهيم لوط يسكن في سدوم , وإذ عامل الله إبراهيم كصديق , باح له الله بمكنوناته ((قال الرب هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله)) - تكوين : 17 , وسمح الله أيضا لإبراهيم بأن يسأل : ((أفتهلك البار مع الأثيم)) - تكوين : 23-33 , وبتدمير هاتين المدينتين الشريرتين , أظهر ((ديان كل الأرض)) أنه عادل حقا وليس بظالم , وأظهرت هذه الحادثة أيضا أن الله لا يريد أن نكون مجرد عبيد له , لكنه بمحبته ورحمته يرفع من شأننا ويعاملنا كأصدقاء كاشفا لنا خفايا كثيرة .

أما الإمتحان الأكبر لإيمان إبراهيم حدث عندما طلب الله منه أن يقدم ابنه ذبيحة , لم يتردد إبراهيم في إطاعة الله بل صعد مع ابنه إلى الجبل من أجل إتمام أمر الله , وفي اللحظة الحاسمة عندما أخذ إبراهيم السكين ليذبح ابنه , أمره ملاك الله بالتوقف - تكوين : 10-12 .

لم يرد الله أن يذبح إبراهيم ولده , كان الله يفكر في أكثر من مجرد امتحان , لأن مطلبه تضمن أيضا معاني تربوية , فلكي تقدم ذبيحة , دبر الله كبشا , وعندما رآه إبراهيم أخذه وقدمه محرقة لله بدلا من ابنه - تكوين : 13 , أظهر الله رضاه عن إبراهيم وباركه قائلا : ((أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرا ... من أجل أنك سمعت لقولي)) - تكوين : 17 , 18 , وهكذا نرى أهمية الطاعة والإيمان , لأنه (بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله) - عبرانيين : 6 .

ووعد الله أيضا إبراهيم : ((يتبارك في نسلك جميع أمم الأرض)) - تكوين : 18 , وهذا النسل هو الذي سبق الله فأخبر عنه في الجنة - تكوين : 15 , وآمال البشر معلقة (بنسل) الموعود هذا لأنه سيسحق الشيطان ويحقق قصد الله الأصلي أن يعيش الإنسان في الجنة , ولكن كيف سيم ذلك ؟ للحصول على الجواب دعونا نتأمل في مغزى تعاملات الله مع ذرية إبراهيم " بني إسرائيل " والهدى الذي أعطاهم إياه في التوراة (في الجزء التالي) .

المراجع -
International Bible students association -
Brooklyn,  New York, U.S.A

هناك تعليق واحد:

اكتب تعليقك على الموضوع