إن لله عدة صفات حسنى . فهو كامل في الحكمة والقدرة . وهو أيضا ((رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء . حافظ الإحسان إلى ألوف . غافر الإثم والمعصية والخطيئة . ولكنه لن يبرئ إبراء)) . - خروج : 6,7 , انظروا أيضا تثنية : 4 , مزمور : 8,9 .
المحبة والعدل هما أيضا من صفات الله البارزة . (مزمور : 5 , يوحنا : 8) فمحبة الله هي التي دفعته إلى خلق الإنسان ووضعه في الجنة بإمكانية العيش مع ذريته إلى الأبد . وعدل الله وأمانته لمبادئ البر تطلبا أن ينزل بأبوينا الأولين العقاب على عصيانهما , فأخرجهما من الجنة , وكانا سيشيخان ويموتان خارج تلك الحديقة الغناء . ولكن كيف كان الله سيتمم قصده الحبي لذرية آدم دون الإخلال بمقاييسه السامية والعادلة ؟ اسم الله هو مفتاح الجواب . فما هو اسمه ؟
تشير الأسفار المقدسة إلى الله بطرائق كثيرة , مثل الرب , الله القدير , الخالق , القديم الأيام , اله الحق , الإله الحي , القيوم , العلي , القدوس , السيد . (مزمور : 5 , 13 , اشعياء : 24 , 21 , جامعة : 1 , دانيال : 9 , 26 , مزمور : 5 , افسس : 9) وكل من هذه الألقاب يصف الله من زاوية معينة . ولكن الله اختار لنفسه اسما شخصيا - اسما فريدا يحوي صفاته كلها .
لا نستطيع وحدنا أن نكتشف اسم الله الخاص . لذلك أظهره الله بواسطة عبيده الأنبياء . مثلا , نقرأ في التوراة : ((وقال الله أيضا لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم . هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور)) - خروج : 10 , وهكذا هدانا الله نفسه إلى معرفة اسمه المميز الذي يعبر كاملا عن ذاته الإلهية .
والإسم يهوه يعني (يصير) بشد الصاد . وهذا يشير إلى أنه يصير نفسه متمم المواعيد , الذي يجعل مقاصده تتحقق دائما . وهذا الإسم نفسه الذي أطلقه الله على نفسه وأظهره لنا , وهو ضمانة أنه سينفذ دائما قصده ويتمم مواعيده .
زود الله الهدى حالما عصى آدم . وابتدأ بالنبوة الأولى في الأسفار المقدسة عن مجيء (نسل) ليحرر البشر من عواقب الخطية . وهذا (النسل) سيسحق رأس الحية الأصلية , الشيطان - تكوين : 15 . فمن هو هذا (النسل) الموعود به , وكيف سيتمم قصد الله؟ وكيف نتمكن أيضا من نيل هدى الله؟ للإجابة عن هذه الأسئلة , يلزم أن نتأمل في تعاملات الله مع البشر . وسنرى بالتالي كيف أعلن الله لنا هداه تدريجيا بواسطة أنبيائه الأولين وفي الكتب التي أوحى بها إليهم تباعا ليكتبوها .
- اسم الله الأعظم
 |
الإسم الالهي موجود أكثر من 7,000 مرة في الأسفار المقدسة , لكن اليهود متأثرين بدافع خرافي , رفضوا أن يتلفظوا به , واستعملوا بدلا منه الكلمة ((الرب)) ارميا : 27.36 , واتبع العالم المسيحي التقليد نفسه , حتى انهم أغفلوا نقل الاسم عندما كانوا ينسخون الأسفار المقدسة . فأدى ذلك الى جهل واسع للاسم الأعظم . ورغم أن الكثيرين سمعوا بعبارة ((اسم الله الاعظم)) إلا انهم ما زالوا يعتقدون أنه لا سبيل اليوم الى معرفة هذا الإسم . لكن هل هذا صحيح؟ يذكر القرآن شخصا (عنده علم من الكتاب): النمل : 40, في تفسير هذه السورة يقول تفسير الجلالين : ((هو آصف بن برخيا كان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجيب)). فمن هو آصف بن برخيا هذا الذي كان يعلم اسم الله الأعظم؟ كثيرا ما ينصح القرآن بالرجوع الى كتب الله القديمة للحصول على الأجوبة.(انظروا يونس : 94, النحل : 43, الأنبياء :7. وتخبرنا هذه أن آساف بن برخيا هو الذي كتب بالوحي المزمور (الزبور )83 (أخبار الأيام 17, مزمور 83, العنوان ) وتقول الآية 18 من هذا المزمور :((ويعلموا أنك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الأرض)) وهكذا نجد أن يهوه هو الإسم الأعظم.
لم يكن آساف وحده من عرف هذا الإسم العظيم . فكل الأنبياء الذين استخدمهم الله في الماضي لكتابة الأسفار المقدسة كانوا يعرفون هذا الإسم ويستعملونه . وهو يشكل جزءا من الكثير من الأسماء العلم التي نجد بعضها في القرآن. فاسم النبي يوحنا (يحيى) يعني ((يهوه حنان))* واسم النبي ايليا (الياس) يعني ((الهي يهوه))# ويعني اسم النبي زكريا ((يهوه ذكر)).
*انظروا حاشية سورة مريم : 7 في ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية للعلامة عبد الله يوسف علي .
#انظروا تفسير سورة الصافات : 123 في التفسير الكاشف , وكذلك موسوعة حلب المقارنة , تحت ((الياس)).
International Bible students association -
Brooklyn, New York, U.S.A
ض5
ردحذف