دائم كانت الحقيقة وحيدة , قتلت وطمست في التراب , عليك أنت أن تبحث عنها مهما تعمقت وتذكر أن البحث عن الحقيقة أفضل من إمتلاكها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيديـــو . الصفحة الرئيسية . اتصل بنا . مدونة قصص

الأحد، 14 أغسطس 2011

هدى الله سبيلنا إلى الجنة "جزء 6"

هدى الله في التوراة

كان يعقوب حفيد إبراهيم من ابنه اسحاق , وإذ كان يعرف أيضا بالإسم الإسرائيلي الذي أعطاه إياه الله , أنجب 12 ولدا . (تكوين : 1,2,28) وذريته - بنو اسرائيل - استعبدوا زمنا في مصر , فأرسل الله نبيه موسى ليخرجهم من تلك الأرض , نال أنبياء آخرون رؤى من الله , ولكن موسى كان يتكلم مباشرة مع الله في أي وقت .

صار موسى وسيط عهد قطعه الله مع بني اسرائيل , وهذا العهد أكد الوعد الذي قطع لإبراهيم , جعل الله موسى يكتب شرائعه ووصاياه (تدعى الناموس) وفيها الهدى الذي كان يحتاج إليه الإنسان آنذك . وهذا الهدى موجود في التوراة , وتعامل الله بشكل خصوصي مع بني اسرائيل كان يتوقف على طاعتهم لوصاياه . - خروج : 5 , تثنية : 5,6 .

يتألف الناموس الذي أعطاه الله لموسى من نحو 600 وصية , بما فيها الوصايا التالية : ((أنا الرب إلهك ... لا يكن لك آلهة أخرى أمامي . لا تصنع لك تمثالا منحوتا ... لا تسجد لهن ولا تعبدهن ... أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك . لا تقتل . لا تزن . لا تسرق . لا تشهد على قريبك شهادة زور . لا تشته ... شيئا مما لقريبك)) . - خروج : 1-5 , 12-17 .

وأهم وصايا الناموس هي : ((اسمع يا إسرائيل . الرب إلهنا رب واحد . فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك)) . (تثنية : 4,5) فالله وحده يجب أن يعبد (لاويين :1) وأثبت يهوه أن الإيمان بإله واحد هو الحق وأن عبادة آلهة أخرى جرم خطير . (خروج : 20) وعلاوة على ذلك , يجب أن تكون المحبة هي الدافع في عبادة الله .

والوصية الثانية في الأهمية بعد وصية محبة الله كانت الشريعة , أن يحب المرء قريبه كنفسه . (مرقس : 28-31) قال الله لشعبه : ((لا تسرقوا ولا تكذبوا ولا تغدروا أحدكم بصاحبه . لا تغصب قريبك ... لا تبغض أخاك في قلبك ... لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك . أنا الرب)) . (لاويين : 11,13,17,18) لقد نظمت هذه الشرائع علاقة الإنسان بأخيه الإنسان وشددت أن الدافع وراء كل شيء يجب أن يكون المحبة .

وعلاوة على ذلك , لم تكن المحبة لتشمل فقط أبناء جنسهم بل آخرين أيضا , تقول التوراة : ((إذا نزل عندك غريب في أرضكم فلا تظلموه .... وتحبه كنفسك)) . - لاويين : 23,24 , انظروا أيضا تثنية : 17-19 .

كان الناموس حافلا بالإرشادات والنصائح للمؤمنين الحقيقيين , وقد شملت شرائعه كل أوجه حياتهم - الدينية , البيتية , القضائية , التجارية - وهكذا كان الناموس هدى الله لشعبه وأراهم كيف يعبدونه بشكل مقبول .

هدف الناموس

قصد الله أن تتبارك جميع أمم الأرض ((بنسل)) إبراهيم . (تكوين : 18) ولكن الله قطع عهد الناموس مع أمة اسرائيل وحدها وليس مع جميع أمم الأرض . (تثنية : 1-3 , مزمور : 19,20) ولذلك لم يكن الناموس بحد ذاته الغاية بل الوسيلة لإتمام قصد الله . فماذا كان هدفه ؟

علم الناموس مطالب الله وفضح وشجب كل الأفكار الدينية الباطلة التي روجها الإنسان منذ أخرج من الجنة . (تثنية : 9-13) وحمى الناموس كذلك اسرائيل من الممارسات والعبادة الباطلة للأمم المحيطة بهم إذ قلل إتصالهم بها . - تثنية : 5,76 .

وبين الناموس أن كل البشر , بمن فيهم الاسرائيليون , هم خطاة يحتاجون إلى كفارة . ولأنه ينبع من الله , كان الناموس مقدسا وكان مقياسا للكمال . كل من ينجح في حفظه كاملا كان يستحق الحياة . (لاويين : 5) ومع أن بني اسرائيل حاولوا أن يحفظوا الناموس , فشلوا لأنهم كانوا كسائر البشر , أناسا ناقصين - متحدرين من آدم - وعند مقارنة سلوكهم بمقاييس الناموس , ظهر نقصهم وانكشف أنهم خطاة يستحقون الموت , وكان هذا منسجما مع العدل الإلهي الذي يقضي أن تكون ((أجرة الخطية هي موت)) . - رومية : 23 .

لم ينتهك الله شريعته , ولكنه في الوقت نفسه اتخذ إجراء لإنقاذ البشر الذين ورثوا دون إرادتهم الخطية والموت , لذلك برحمة , أبرز الله في الناموس الحاجة إلى شيء يكفر عن الخطايا أو يغطيها , أعلن : ((لأن نفس [حياة] الجسد هي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم . لأن الدم يكفر عن النفس)) . - لاويين : 11-14 .

إذا , يعتبر الدم معادلا للحياة , ولذلك بدل أن يموت الإنسان لأنه كسر وصايا الله , كان يمكن للخاطيء أن يقدم حيوانا ذبيحة على مذبح الله , وفي الواقع , كانت حياة الحيوان المقدم ذبيحة تحل محل حياة الخاطيء , وكان دمه يكفر إلى الحد الممكن (لاويين : 11 , عبرانيين : 22) وكان يجب أن تكون الذبيحة سليمة خالية من العيوب , لأن الله كان قد حث بني إسرائيل : ((تكون صحيحة للرضا . كل عيب لا يكون فيها)) . - لاويين : 21 , تثنية : 21 , 1 , وهكذا وضع الله الأساس لفهم مبدأ الفدية كثمن يدفع لإنقاذ الحياة , ولكن كان سيأتي المزيد من الهدى على يد أنبياء الله .

معنى الفدية

يتطلب العدل الإلهي المطلق ((نفسا بنفس . عينا بعين . سنا بسن)) - تثنية : 21 ولكن بدلا من هذا العقاب كان يمكن أن تقدم أحيانا فدية , والفدية هي شيء يعتق , وفداء شخص ما يعني إنقاذه من الأسر أو العقاب بدفع ثمن .

للإيضاح : تتحدث خروج : 28-32 عن ثور ينطح إنسانا حتى الموت , فإذا كان صاحب الثور يعرف أنه نطاح ولم يتخذ التدابير الملائمة , فإنه سيتحمل بعض المسؤولية بسبب الوفاة الحاصلة , وحيث أن العدل يتطلب (نفسا بنفس) يمكن أن يضطر صاحب الثور إلى دفع حياته مقابل حياة القتيل .

لكن الناموس لم يكن صارما بشكل أعمى لأن رحمة الله تأخذ بعين الإعتبار الدوافع والظروف على السواء , لذلك لم يكن ينفذ حكم الإعدام في صاحب الثور في كل الحالات , فإذا وجد القضاة ظروفا تخفيفية أو عوامل أخرى تسمح بعقاب أكثر لينا , فعندئذ يمكن أن تفرض على المذنب فدية أو غرامة , وكانت هذه الفدية تمثل كفارة لتغطية خطاياه , وكان يدفعها بدلا من أن تؤخذ حياته عوض الحياة التي فقدت .

وهكذا كانت تستوفى شروط العدل إذا قدم ثمن معادل أو فدية , فالفدية يمكن أن تكون التزاما بالعدل ومع ذلك تترك المجال للرحمة .


المراجع -
International Bible students association -
Brooklyn,  New York, U.S.A

هناك 5 تعليقات:

  1. بسم الله الرحمن الرحـــــيم...

    طرح جميل فى صورة مميزة....
    ومعلومات رائــــعة اول مرة اسمع بالكثير منها....

    تحياتى استاذ امجد....

    ردحذف
  2. أهلا بك أختي بريتي ..

    شكرا لوجودك في هذه المدونة .. تحياتي

    ردحذف
  3. اسلوب العرض رائع ومشوق يأسر النفس لتتابع البقية شكرا سر الأرض مزيد من اسرارك وانوارك ستأتي

    ردحذف
  4. أسباب دخول الجنة

    جامع النورل(شيبان)-حي الاعناب-صتعاء
    1- الإكثار من الأعمال الصالحة:
    2-
    عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لو أنَّ رجلاً خرَّ على وجهه من يوم وُلِد إلى يوم يموت؛ هرَمًا في طاعة الله - عزَّ وجلَّ - لَحَقَّره ذلك اليومَ، ولودَّ أنه رُدَّ إلى الدنيا؛ كي يزدادَ من الأجْر والثواب))؛ رواه أحمد، ورُواته رُواةُ الصحيح؛ "صحيح الترغيب والترهيب"، ص (228).
    وسبب احتقار ما قدَّموه يعود إلى أمرين:
    1- أنهم يَرون ثواب الأعمال، فيَحتقرون ما بذَلوه بجوار ما عايَنوه.
    3- لِما يَرونه من هول ذلك اليوم، يودُّ المرء أن يَفتدي نفسَه بأيِّ ثمنٍ، فلنُكثر من خصال الخير؛ فرُبُّ خَصْلة واحدة تكون سببًا لدخول الجنة.
    4-
    5- إمهال المُعسر والتجاوز عنه:
    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ رجلاً لَم يعمل خيرًا قطُّ، وكان يُداين الناس، فيقول لرسوله: خُذْ ما تيسَّر، واتْرُك ما عَسِر، وتجاوَزْ؛ لعلَّ الله يتجاوز عنَّا، فلمَّا هَلَك، قال الله تعالى: هل عَمِلت خيرًا قطُّ؟ قال: لا، إلاَّ أنه كان لي غلام، وكنتُ أُداين الناس، فإذا بَعَثتُه يتقاضى، قلتُ له: خُذْ ما تيسَّر، واتْرُك ما عَسِر، وتجاوَزْ؛ لعلَّ الله يتجاوز عنَّا، قال الله: فقد تَجاوَزتُ عنك))؛ هذا حديث صحيح على شرْط مسلم، ولَم يُخَرِّجاه.
    3- إماطة الأذى عن الطريق:
    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سَمِعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نزَع رجلٌ - لَم يَعمل خيرًا قطُّ - غُصن شوكٍ عن الطريق - إمَّا كان في شجرة مُقطَّعة فألْقَاه، وإمَّا كان موضوعًا، فأَماطَه - فشَكَر الله له بها، فأدْخَله الجنة))؛ رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني.

    ردحذف
  5. أسباب دخول الجنة

    جامع النورل(شيبان)-حي الاعناب-صتعاء
    1- الإكثار من الأعمال الصالحة:
    2-
    عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لو أنَّ رجلاً خرَّ على وجهه من يوم وُلِد إلى يوم يموت؛ هرَمًا في طاعة الله - عزَّ وجلَّ - لَحَقَّره ذلك اليومَ، ولودَّ أنه رُدَّ إلى الدنيا؛ كي يزدادَ من الأجْر والثواب))؛ رواه أحمد، ورُواته رُواةُ الصحيح؛ "صحيح الترغيب والترهيب"، ص (228).
    وسبب احتقار ما قدَّموه يعود إلى أمرين:
    1- أنهم يَرون ثواب الأعمال، فيَحتقرون ما بذَلوه بجوار ما عايَنوه.
    3- لِما يَرونه من هول ذلك اليوم، يودُّ المرء أن يَفتدي نفسَه بأيِّ ثمنٍ، فلنُكثر من خصال الخير؛ فرُبُّ خَصْلة واحدة تكون سببًا لدخول الجنة.
    4-
    5- إمهال المُعسر والتجاوز عنه:
    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ رجلاً لَم يعمل خيرًا قطُّ، وكان يُداين الناس، فيقول لرسوله: خُذْ ما تيسَّر، واتْرُك ما عَسِر، وتجاوَزْ؛ لعلَّ الله يتجاوز عنَّا، فلمَّا هَلَك، قال الله تعالى: هل عَمِلت خيرًا قطُّ؟ قال: لا، إلاَّ أنه كان لي غلام، وكنتُ أُداين الناس، فإذا بَعَثتُه يتقاضى، قلتُ له: خُذْ ما تيسَّر، واتْرُك ما عَسِر، وتجاوَزْ؛ لعلَّ الله يتجاوز عنَّا، قال الله: فقد تَجاوَزتُ عنك))؛ هذا حديث صحيح على شرْط مسلم، ولَم يُخَرِّجاه.
    3- إماطة الأذى عن الطريق:
    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سَمِعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نزَع رجلٌ - لَم يَعمل خيرًا قطُّ - غُصن شوكٍ عن الطريق - إمَّا كان في شجرة مُقطَّعة فألْقَاه، وإمَّا كان موضوعًا، فأَماطَه - فشَكَر الله له بها، فأدْخَله الجنة))؛ رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني.

    ردحذف

اكتب تعليقك على الموضوع